ذكرى وفاة الشيخ جابر الصباح

تحل علينا  اليوم ذكرى وفاة الشيخ جابر الصباح جاير الخير أمير القلوب أمير السلام  عليك رحمة الله يا شيخنا  فمازلت ولازالت ذكراك في قلوبنا أبد الدهر

 

 

بدا الشيخ جابر حياته العامة سنة 1949 كرئيس للامن العام في منطقة حقول النفط حتى عام 1959 وفى نفس العام اصبح رئيسا للدائرة المالية.

ثم اصبح اول وزير للمالية والاقتصاد بعد الاستقلال سنة 1961 ليتولى بعد ذلك منصب وزير المالية والصناعة ثم رئيسا للوزراء بالميابة عام 1964.

واصبح الشيخ جابر اول رئيس للوزراء ابان عهد الشيخ صباح السالم الصباح سنة 1965.

ومثل الكويت في العديد من المؤتمرات العربية والدولية وقام بزيارات لمعظم بلدان العالم.

واختير لمنصب ولى العهد بالاجماع يوم 31 مايو عام 1966 وتمت مبايعته بالاجماع اميرا لدولة الكويت في 31 ديسمبر عام 1977 كما جرى انتخابه رئيسا لمؤتمر القمة الاسلامى الخامس سنة 1987.

بدأ عملية المشاركة الحقيقة فى الحكم عام 1962 حين تولى وزارة المالية والاقتصاد التى كانت دائرة حكومية عين رئيسا لها عام 1959.

شق الشيخ جابر طرقه نحو الحكم منذ حوالى نصف قرن حين عينه والده الامير الراحل الشيخ أحمد الجابر الحاكم العاشر للكويت رئيسا للامن العام فى محافظة الاحمدى حيث بدأ نجمه يلمع فى حقل الادارة والسهر على الأمن مثبتا حكمه وبعد نظر فى معالجته للامور مما أهله لارتقاء سلم المناصب القيادية حتى أصبح القائد الاول لمسيرة الكويت.
وسيذكر أن عهد الشيخ جابر الاحمد شهد أصعب وأدق مرحلة من مراحل من مراحل تاريخ الكويت منذ بزوغ فجر كيانها قبل حوالى ثلاثة قرون مع أل الصباح لكن حكمة الشيخ جابر وحنكته السياسية وقيادته الرشيدة وسلامة تخطيطه ورؤيته الثاقبة مكنت الكويت من تجاوز المحن وتخطى الازمات بل وتحجيم وتقزيم المصائب والمصاعب والمتاعب 

ولاشك أن كارثة الغزو العراقى كادت أن تطمس هوية الكويت وتدمر الكيان الكويتى شر تدمير لولا عناية الله سبحانه وتعالى والتفاف الشعب الكويتى حول قيادته الشرعية .

والتخطيط السليم للمستقبل كان يمارسه أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد ببراعة ويقظة وذكاء وتوقد ذهن منذ كان وزيرا ثم وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء قبل تولية رئاسة الدولة وهذا التخطيط تمثل فى أثراء المحفظة الاستثمارية فى الخارج التى تجاوزت قيمتها 100 مليار دولار مما مكن من الانفاق على تحقيق هدف التحرير بعد سبعة أشهر من الاحتلال .

وللشيخ جابر مواقف رائدة على صعيد السعى لخدمة الانسانية جمعاء من خلال الصندوق الكويتى للتنمية الذى قدم أرقاما قياسية كهبات أو قروض طويلة الاجل واعفاء الدول الفقيرة من تسديد ديونها ليتاح لها التنفس قبل أن تختنق. 

وعلى الصعيد الخليجى كان الشيخ جابر الأحمد هو صاحب فكرة انشاء مجلس التعاون الخليجى عندما طرح الفكرة على الزعماء الخليجيين فى قمة عمان 1980 وهو ايضا صاحب فكرة قيام هيئة استشارية لمجلس التعاون الخليجى وهى بمثابة برلمان شعبى للدول الست .

وسيذكر التاريخ أنه أصدر مرسوما يمنح المرأة حقوقها السياسية فى الاقتراع والترشيح الا ان المرسوم لم يحظ بموافقة الاغلبية فى مجلس الامة وعندما تنال المرأة الكويتية هذه الحقوق ذات يوم لن تنسى أن الامير الشيخ جابر الأحمد كان نصيرها وأول من جاهر بحقوقها 

ومن أفكار الشيخ جابر الاحمد التى لم تر النور أقتراحا بأنشاء محكمة عدل طرحه على القمة الاسلامية الخامسة التى عقدت فى الكويت برئاسته .

وعلى مدى 26 عاما من عهد الشيخ جابر الأحمد واجهت الكويت الكثير من التحديات الصعبة كان أولها محاولة اغتياله فى 25 مايو 1985 لكن العناية الالهية لطفت بالكويت وبقائدها ورمزها.

وفى ذلك اليوم قال الامير أن عمر جابرالاحمد مهما طال الزمن هو عمر انسان يطول أو يقصر ولكن الابقى هو عمر الكويت والاعظم هو سلامة الكويت.  

الشيخ جابر الاحمد من القادة الذين ستظل أسماؤهم محفورة فى الذاكرة جراء الأعمال الجليلة والشواهد العامرة التى عمل على ايجادها وخرجت افكارها النيرة من جعبته الزاهرة بالاحلام العظيمة والتوجهات النبيلة وليس له هاجس فيها سوى ان ينال رضا الله عبر حب الناس وتقديم ماهو خير .

ادخل الشيخ جابر الصباح الذى يلقب / بابو الكويتيين/ العديد من الإصلاحات على الاقتصاد الكويتي والصحة والتعليم والصناعة كما قاد عملية إعادة إعمار الكويت بعد الغزو العراقى في الثانى من اغسطس عام 1990.

والشيخ جابر  منذ دخوله معترك الخدمة العامة عمل عن عقيدة وايمان وكفاح لتعزيز كرامة وقيمة الانسان محققا لها الرخاء والعلم والأمان